قراءة لمدة 1 دقيقة التبيان في آداب حملة القرآن (ت_ الكوشك)- جزء 29(ص 141, 145)

التبيان في آداب حملة القرآن (ت_ الكوشك)- جزء 29(ص 141, 145)

1

(1)

فصل

في الإدارة بالقرآن

وَهِي أَنْ يَجْتَمِعَ جَمَاعَةٌ يَقْرأُ بَعْضُهُمْ عَشْراً، أَوْ جُزْءاً، أَوْ غَيْرَ ذلكَ، ثُمَّ يَسْكُتُ وَيَقْرأُ الآخَرُ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى الْأَوَّلُ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْآخَرُ، وَهَذا جَائِزٌ حَسَنُ ، وَقَدْ سُئِلَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ ـ عَنْهُ ، فَقَالَ :
لا بَأْسَ

به .

فصيل

في رفع الصوت بالقراءة

هذا فَضْلُ مُهِمْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْتَنَى بِهِ.

(۳)

اعْلَمْ أَنَّهُ جَاءَت " أَحَادِيْثُ كَثِيرةٌ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ دَالَّةٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ رَفْعِ الصَّوْتِ بالقِرَاءَةِ، وَجَاءَتْ آثَارُ دَالَّةٌ على اسْتِحْبَابِ الإخفاء، وَخَفْضِ الصَّوْتِ ، وَسَنَذْكُرُ مِنْها طَرَفاً يَسيراً إِشَارَةً إِلَى أَصْلِها إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .

عنه .
وانظر أحمد ٢٣٨/٥ .

(۱) في المطبوع :
وهو.

(۲) في المطبوع :
رحمه الله تعالى .

(۳) في المطبوع :
جاء.

١٤١

!

قَالَ) أَبُو حَامِدٍ الغَزَّالِيُّ مِنَ العُلَمَاءِ:
وَطَرِيْقُ الجَمْعِ بَيْنَ الأخبارِ) وَالآثَارِ المُخْتَلِفَةِ في هذا إن كَانَ الإِسرارُ أَبْعَدَ مِنَ الرِّيَاءِ، فَهُوَ أَفْضَلُ فِي حَقٌّ مَنْ يَخَافُ ذَلِكَ فَإِنْ لَمْ يَخَفِ الرِّيَاءَ بِالجَهْرِ وَرَفْعِ الصّوْتِ)، فالجهرُ وَرَفْعُ الصَّوْتِ أَفْضَلُ لأَنَّ العَمَلَ فِيْهِ أَكْثَرُ، وَلِأَنَّ فَائِدَتَهُ تَتَعَدَّى إلى غيرِهِ، والنفعُ ( المُتَعَدِّي أَفْضَلُ مِنَ اللَّازِمِ ، وَلِأَنَّهُ يُوقِظ قَلْبَ القَارِي ، ، وَيَجْمَعُ هِمَتهُ) إِلى الفِكْرِ فِيهِ، وَيَصْرِفُ سَمْعَهُ إلَيْهِ، وَيَطْرُدُ النَّوْمَ ، وَيَزِيْدُ في النَّشَاطِ، ويُوقِظُ غَيْرَهُ مِنْ نَائِم، أو ) غافل ، وَيُنَشِّطُهُ.

قالوا :
وَمَهْمَا حَضَرَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ النِّيَّاتِ فَالجَهْرُ أَفْضَلُ ، فَإِنِ (۸)

اجْتَمَعَتْ هَذِهِ النِّيَّاتُ تَضَاعَفَ الأَجرُ.

(۹)

قالَ الغَزَّالِيُّ رحمه الله :
ولهذا قلنا :
القِرَاءَةُ فِي المُصْحَفِ

أَفْضَلُ، فَهَذَا حُكْمُ المَسْأَلَةِ.

(۱) في المطبوع :
قال الإمام .
.
.
(۲) في المطبوع :
الأحاديث .

(۳) في (هـ):
أن الإسرار.

(٤) قوله :
(بالجهر ورفع الصوت) ليس في (هـ).

(٥) سقطت من المطبوع .

(٦) على هامش (ظ) همه نسخة وكذلك في مطبوع إحياء علوم الدين

(۷) في المطبوع :
(و) .

(۸) في (هـ):
فمهما، وفي الإحياء فمتى .

(۹) قوله :
(رحمه الله) ليس في (هـ).
(۱۰) انظر «إحياء علوم الدین ۲۷۹/۱

١٤٢

"

وأَمَّا الآثارُ فَكَثِيرة، وأنا أشير إلى أَطْرَافٍ مِنْ بَعْضِها .

ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيُّ ، يَقُولُ:
«ما أذِنَ اللَّهُ لَشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ صلى الله عليه وسلم الصَّوْتِ يَتَعَنَّى بِالقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ» رواه البخاري ومسلم.
)

معنی

(0)

أَذِنَ :
استَمَعَ، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلى الرِّضَا والقَبُول .

(۱) في المطبوع:
وأما الآثار المنقولة .

(۲) في (هـ):
فأنا .

(۳) في (هـ) :
رسول الله .

:

(٤) أخرجه البخاري في فضائل القرآن (٥٠۲۳) و ( ٥٠٢٤) باب:
من لم يتغن بالقرآن، وفي التوحيد (٧٤٨٢) باب ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن، و(٧٥٤٤) باب:
قول النبي :
الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة، ومسلم في صلاة المسافرين (۷۹۲) باب استحباب تحسين الصوت بالقراءة، وأبو داود في الصلاة (١٤٧٣) باب :
استحباب الترتيل بالقراءة، والنسائي في الصلاة ۲/ ۱۸۰ باب :
تزيين القرآن بالصوت ، والدارمي في الصلاة ۳۹/۱، ۳۵۰ باب التغني بالقرآن، وفي فضائل القرآن ٤٧٢/٢ باب التغني بالقرآن والبيهقي في الشهادات ۲۲۹/۱۰ باب :
تحسين الصوت بالقرآن ،والذكر، والبغوي في شرح السنة ٢٨٥/٤ برقم (١٢١٧)، والحميدي في «المسند» برقم (٩٤٩) ، وأحمد في المسند ٢٧١/٢ ، ٢٨٥ ، ٤٥٠، ٤٧٢ ، وصححه ابن حبان برقم (۷۳۹) و (٧٤٠) الاحسان بتحقيق والتغني بالقرآن له عدة معان ذكرها الحافظ في الفتح ۷۲/۹ وقال:
«والحاصل أنه يمكن الجمع بين أكثر التأويلات المذكورة، وهو أن يحسن به صوته، جاهراً به، مترنماً على طريق التحزن، مستغنياً به عن غيره من الأخبار طالباً به غنى النفس، راجياً به غنى اليد .
ثم قال :
ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم، لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب، وإجراء الدمع».
وانظر زاد المعاد ٤٨٢/١ - ٤٩٣ .

(٥) في (هـ):
ومعنى.

الأستاذ

حسین

أسد .

١٤٣

1

6

وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
«لَقَدْ أُوتِيْتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاودَ .
رواهُ البُخَارِيُّ

وَمُسْلِمٌ .

(۲)

وفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَهُ :
«لَقَدْ رَأَيْتُنِي

(۳)

وَأَنا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البارِحَةَ».
وَرَوَاهُ مُسْلِمُ أَيضاً مِنْ رِوَايَةِ بُرَيْدَةَ

إبن الحُصَيْبِ)

(1)

وعَنْ فَضَالةَ بنِ عُبَيْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ،

(1) أخرجه البخاري في فضائل القرآن (٥٠٤٨) باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، ومسلم في صلاة المسافرين (۷۹۳ (٢٣٦ باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن والترمذي في المناقب (٣٨٥٤) باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والبيهقي في الشهادات ۱۰ / ۲۳۰ - ۲۳۱ باب تحسين الصوت بالقرآن والذكر، وذكره البغوي في شرح السنة ٤٩٢/٤ .
والمراد بالمزمار :
الصوت ،الحسن وأصله الآلة أطلق اسمه على الصوت للمشابهة.
وكان داود عليه السلام يتغنى حين يقرأ ويبكي ويقرأ قراءة يطرب لها المحموم.
انظر فتح الباري ..
۹۳۷۱/۹ (۲) عند مسلم:
لو.
(۳) في صلاة المسافرين (۷۹۳) باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، والدارمي في فضائل القرآن ٤٧٣/٢ باب :
التغني بالقرآن والبيهقي في الشهادات ۱۰ / ۲۳۰ باب :

تحسين الصوت بالقرآن ،والذكر، وانظر أحمد ۳٤٩/٥، ۳۵۱، ۳۵۹ (٤) سقطت من المطبوع.
(5) أبو سهل الأسلمي ، صحابي أسلم قبل بدر ولم يشهدها، وقيل أسلم بعدها، سكن المدينة ثم البصرة ثم ،مرو، وتوفي بها سنة اثنتين وستين وهو آخر من توفي من الصحابة بخراسان .
انظر :
تهذيب الأسماء واللغات ۱۳۳/۱، تقريب التهذيب ٩٦/١، الأعلام ٥٠/٢ .
(1) صحابي ممن بايع تحت الشجرة، شهد أحداً وما بعدها، وشهد فتح الشام ومصر =

١٤٤

Į

للَّهُ أَشدُّ أَذَنا إِلى الرَّجُلِ الحَسَن الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ القَيْنةِ إِلى قَيْنَتِهِ».
رَوَاهُ ابنُ مَاجَةَ ) .

وَعَنْ أَبِي مُوسى أَيضاً، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
«إِنِّي لأعْرِفُ أصوات رُفْقَةِ الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وَأُعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالقُرْآنِ بِاللَّيْلِ وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ

مات سنة وسكن دمشق، وولي قضاءها لمعاوية، وأمره على غزو الروم في البحر، ثلاث وخمسين وقيل غير ذلك، ودفن بباب الصغير.

انظر :
تهذيب الأسماء واللغات ٥٠/٢ تقريب التهذيب ١٠٩/٢، الأعلام

.
187/0

:

(۱) في المطبوع حسن.

(٢) أخرجه ابن ماجة في الإقامة (۱۳٤٠) باب في حسن الصوت بالقرآن، والبيهقي في الشهادات ١٠ / ۲۳۰ باب تحسين الصوت بالقرآن ،والذكر وأحمد في «المسند» ١٩/٦، ٢٠، وصححه الحاكم في المستدرك» (۵۷۱/۱ ، وتعقبه الذهبي بقوله :
بل هو منقطع، وصححه ابن حبان برقم (٧٤٢) الإحسان.
وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة ١٥٨/١ :
هذا إسناد حسن.
وأشار الحافظ في «الفتح» ٦٩/٩ إلى هذا الحديث، وهو في الترغيب والترهيب ٣٦٣/٢ .
وَأَذَن» .
وأذناً :
:
أي استماعاً قال عدي بن زيد:
«إِنَّ هَمِّي فِي سَمَاع وأصل الأذن بفتحتين أن المستمع يميل بأذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في على سبيل التوسع على ما جرى به عرف حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى :
إكرام القارىء، وإجزال ثوابه، لأن ذلك ثمرة الإصغاء».
انظر فتح الباري ٦٩/٩.

والقَيْنَة :
الأمة مغنية كانت أو غير مغنية مختار الصحاح ص:
(٥٦٠).
(۳) ما بين حاصرتين زيادة من البخاري ومسلم وفي الأصلين :
إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون .
لكن فى (هـ) ونسخة على هامش (ظ) (يرحلون) بدلاً

من (يدخلون).

١٤٥

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا